جبل قديل شاهد على التاريخ

جبل قديل شاهد على التاريخ

معركة قديل(09/07/1959 إلى 11/07/1959):حدث تاريخي إبان ثورة التحرير
الموقع: يقع جبل قديل في منطقة أولاد تبان بولاية سطيف وهو مكان مرتفع محصن تكسوه أشجار مختلفة أهمها الأرز، البلوط، الصنوبر...إلخ.
أسباب المعركة:
وردت معلومة من صفوف العدو تشير بأنه سيقوم بعملية تمشيط لمنطقة أولاد تبان يشارك فيها الحلف الأطلسي ولمدة تفوق الأسبوع، وعلى إثر هذا احتاط قائد الناحية مع أركانه والبعض الآخر تحسبا لمجيء العدو ومن حسن الحظ كانت عدة كتائب متواجدة بأولاد تبان وهي :
- كتيبة بقيادة علي حملة تابعة للناحية 04 المنطقة 01- الولاية 01
- كتيبة بقيادة أحمد علاوة تابعة للناحية 03 المنطقة 01 –الولاية 01
- كتيبة بقيادة الضابط الأول الطاهر عميروش تابعة للولاية 03
- دورية للولاية 04 بقيادة الضابط الأول سي محمد كانت في مهمة لجلب الأسلحة من الحدود الشرقية .
أسلحة جيش التحرير:
كان أفراد جيش التحرير يتوفرون على أسلحة متنوعة منها: القارة، موزير ألماني،الماط49، الماص:49/51، رشاش ألماني، ترانت(30) أمريكي، رشاش فامبار، رشاش24/29 فرنسي ...
بداية المعركة :
بعد الكتائب على عدة مواقع من جبل قديل وترقب قدوم العدو الذي حل منذ: 07 جويلية 1959 بسلسلة جبال الحضنة وفي صباح يوم: 09 جويلية زحفت باكرا فيالق الحلف الأطلسي نحو مواقع جيش التحرير مدعمة بالطائرات المروحية التي كانت تقوم بإنزال قواتها في مرتفعات لإحكام الحصار أما القوات البرية الأخرى كانت تزحف زحفا من كل الجهات، وقد أعطيت الأوامر من القيادة بعدم إطلاق النار إلا بعد اقتراب جنود العدو وكانت كلمة السر هي الاستشهاد وعندما تلاحمت القوات صار جبل قديل نارا وبارودا وذلك صباح يوم 09 جويلية، وقد تعر العدو إلى خسائر كبيرة في الأرواح لأن عنصر المفاجئة لعب دوره وهذا ما جعل الطيران يتدخل بكثافة واستمرت المعركة إلى غاية المساء، وأثناء الليل حاول جنود جيش التحرير اختراق صفوف العدو والتمركز في مواقع أخرى لمواجهة أي طارق.
وفي يوم 10 من جويلية 1959 استأنفت المعركة بضراوة أكثر لأن العدو دعم قواته واتسعت رقعة الاشتباك عبر عدة مناطق من أولاد تبان ورغم هذا فإن جيش التحرير تصدى باستماتة للعدو الذي صب غضبه على مواقع الثوار باستعمال الطائرات طوال اليوم كما حاول السيطرة على منابع المياه وحرق الغابات ولما حل الظلام انسحب الكثير من الجنود إلى جهات أخرى إلا البعض واصلوا المعركة لليوم الثالث: 11جويلية مما جعل العدو يفقد سيطرته تماما على المعركة ولكنه استمر في عملية المسح والتمشيط لمنطقة أولاد تبان وغيرها من جبال الحضنة وذلك لمدة 15يوم تقريبا .
نتائج العركة:
أ‌- خسائر جيش التحرير حوالي: 150 شهيد منهم:
علي حملة قائد كتيبة الناحية04 .
الطاهر عميروش قائد كتيبة الولاية 03
سي محمد قائد دورية الولاية04
كما جرح بعض الجنود يقدر عددهم :20 جنديا، وأسر البعض منهم:جربوع الطاهر .
ب‌- خسائر العدو: قدرت آنذاك بـ: بالمئات من قتلى وجرحى وكذلك إسقاط 04 طائرات منها مروحيتان.
إن معركة قديل تعتبر من أكبر المعارك التي جرت في منطقة أولاد تبان نظرا لحجم أعداد الطرفين والخسائر التي لحقت بهما.


..........انتظر التحميل ..........