من منا في مثل ذكائها و فطنتها ؟؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من منا في مثل ذكائها و فطنتها ؟؟
من منا في مثل ذكائها و فطنتها ؟؟
ما أرجح عقلها! وما اشد ذكاءها!
وما أجمل فطنتها! وما أحسن حزمها!
إنها امرأة حازت الشرف من أطرافه، ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه.
لم يسطر قصتها أحد القصاصين، ولم تُكتب سيرتها في أسفار الغابرين. إنما ذكر حالها، وأثنى
عليها عالم الغيبِ والشهادةِ، اللهُ جل جلاله، وأورد خبرها في كتابه المنزل: القرآن العظيم..
وحسب هذا شرفا وفخرا لها.
إنها ملكة سبأ: بلقيس
تعالوا نزكي أنفسنا بدرر من أحوالها، وتسمو هممنا بجميل فعالها.
لما ألقى إليها الهدهد كتاب سليمان عليه السلام قالتيَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ).
تأمل قولها (أُلقيَ إليَّ) قالت بصيغة المجهول، فلم تذكر من الذي ألقاه؟ وكيف ألقي؟
وذلك حتى لا تصرف الانتباه لغير المقصود، وهو مضمون الكتاب، فإنها لو قالت:
إن طائرا قد ألقاه لتعجبوا من ذلك، وقد لا يصدقونها، وسيدور كثير من الجدل
حول ذلك، ولذا فإنها اكتـفت بما يدل على المراد.
وفي هذا درس لنا عندما ننقل أفكارا أو رؤى حول أمر معين أن نركز على مضمون
الفكرة، ولا نلتفت كثيراً إلى مَن أتى بها؛ فإن في ذلك اختصارا للأوقات، وبُعدا عن
المجادلات، التي تضيع أو تضعف فائدة الحوار بيننا.
ثمار الشورى
(قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ). فعلى الرغم من
انفرادها في الملك إلا أنها لا تريد أن تستأثر بالقرار دونهم، بل تشاورهم.
فما نصيب الاستشارة في حياتنا؟ ومن نستشير؟ وفي أي شيء نستشير؟
إن أحدنا إذا استشار فإنه يستـشير في صغار الأمور، كنوع لباس يُلبس أو طعام يُؤكل
أو سيارة تركب.. لكنه لا يستشير فيما ينبغي فيه الاستشارة مما يكون له أثر بالغ
عليه أو على دعوته.
وكم خسرت الدعوة إلى الله تعالى من الأوقات والجهود والأموال بسبب الاستئثار
بالرأي وترك المشورة!! وإذا كان الله تعالى قد أمر نبيه صلى الله عليه وسلم
بالمشاورة، مع أنه تكفل بتأيـيده وإرشاده، فنحن أولى بالمشاورة، قال تعالى:
(وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ). [آل عمران: 159].
وقد التزم النبي -صلى الله عليه وسلم- بما أمره الله به، فقال أبو هريرة رضي الله عنه:
ما رأيت أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحتى من عرف عنهم الدهاء والذكاء فإنهم لا يستغنون عن المشاورة، فهذا عمرو بن العاص
رضي الله عنه يقول: (ما نزلت بي قط عظيمة فأبرمتها إلاّ شاورت عشرة
من قريش، فإن أصبت كان الحظ لي من دونهم، وإن أخطأت لم أرجع على نفسي بلائمة).
وهذه الكلمة النفيسة لعمرو تبين ثمرة من ثمرات المشورة، وهي الراحة النفسية
من تبعات القرار؛ لأن صاحبه لم ينفرد بالقرار وحده، فيصبح يلوم نفسه، ويؤنبها
على ما فعل، بل هو قرار شاركه فيه العديد من المستشارين ذوي الخبرة والدراية.
وفي الحكمة: (المشاورة راحة لك وتعب على غيرك). كما أن في الاستشارة بعدا
عن احتمالات الخطأ، ولذلك قيل: (من استغنى برأيه ضل، ومن اكتـفى بعقله زل).
وتجدر الإشارة ههنا إلى أنه لا يُستشار شخص واحد في كل شيء، وإنما يسأل
كل أحد فيما يتقنه، فهناك متخصص في القضايا الدعوية وآخر في الأمور الاجتماعية.. وهكذا.
كما أن الرجل الحاذق لا يستشير من يرى أن رأيه سيوافق هواه، وإنما يستشير
من يعتقد أن رأيه سيكون أقرب إلى الصواب؛ لأنه يريد الأفضل له ولدعوته، وليس الموافق لهواه.
الهدية تجلي الشكوك
قالت بلقيس كما ورد قول الله تعالى: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)
قال ابن كثير: أي سأبعث إليه بهدية تليق بمثله، وأنظر ماذا يكون جوابه بعد ذلك، فلعله
يقبل ذلك منا ويكفّ عنا، أو يضرب علينا خراجا نحمله إليه كل عام، ونلتزم له
بذلك، ويترك قتالنا ومحاربتنا.
وقال قتادة: ما كان أعقلها في إسلامها وشركها، علمت أن الهدية تقع موقعاً من الناس.
أيها الأخ الفاضل، أيتها الأخت الكريمة: الهدية الآن نقدمها في الأغلب لمن نحب، فهل
جرّبنا أن نقدمها لمن بيننا وبينه تخوّف وتوجّس ليزول ضباب الشكوك، وينجلي
غمام المخاوف فنعيش معه في صفاء وهناء؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "تهادوا؛ فإن الهدية قلّت أو كثرت تذهب
السخيمة-أي العداوة- وتورث المودة". رواه ابن حبان.
وكان يُقال: ما ارتضى الغضبان، ولا استعطف السلطان، ولا سلبت الشحناء،
ولا دفعت المغارم، ولا توقي المحذور، ولا استعمل المهجور، بمثل الهدية إليه. ويقول الشاعر:
هدايا الناسِ بعضِهمُ لبعــضٍ
تولّدُ في قلوبِهِمُ الوصــالا
وتزرعُ في الضمير هوًى ووُدّاً
ويكسوهم إذا حضروا جمالا
فطنة وحصافة
قال الله تعالى: (فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ)
كان سليمان عليه السلام قد أمر بتغيير بعض صفات عرش بلقيس بزيادة ونقص
ليختبر عقلها، فسألها: أهكذا عرشك؟ قالت: كأنه هو! أي يشبهه ويقاربه.
وهذا من فطنتها وذكائها، فلم تقل (هو) لوجود التغيير فيه، ولم تنفِ أنه هو لأنها
عرفته، فأتت بلفظ محتمل للأمرين.
قال ابن كثير: فكان فيها ثبات وعقل، ولها لبّ ودهاء وحزم، فلم تقلْ إنه هو لبعد
مسافته عنها، ولا أنه غيره لما رأت من آثاره وصفاته وإنه غُيِّر وبُدِّل ونُكِّر.
إن هذا الموقف الحصيف من بلقيس ليعطي درساً بضرورة التأني عند سماع الأخبار
وتلقيها، وبخاصة بعدما كثرت وسائل نقلها وازدادت سرعة تداولها، كرسائل الجوال
والإنترنت. فبعض الناس لا يكاد يتلقى أو يسمع خبراً إلاّ ويسارع إلى نشره
دون تأمّل لمحتواه ولمدى صحته وجدوى نقله.
وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى التأني وعدم العجلة فقال:
" التأني من الله، والعجلة من الشيطان". رواه الترمذي وصحّحه الألباني.
الرجوع للحق
(قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
ما أجملها من كلمة، وما أحسنه من قول: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي)، إقرار بالخطيئة،
واعتراف بالذنب، فلم يجعلها ملكها ومكانتها عند قومها تتكبر عن قبول الحق، والرجوع عن الباطل.
إن المكانة العلمية أو الدعوية، والخوف من اهتزاز الصورة عند المحبين قد تمنع البعض
الآن من التراجع عن قول أو فعل تبين له خطؤه.
ولقد امتدح الله -عز وجل- عباده المؤمنين الذين يذنبون، ثم لا تأخذهم العزة
بالإثم بل يعودون ويتوبون فقال عنهم:
( ...وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ). [آل عمران: 135].
وتوعد النبي -صلى الله عليه وسلم- المصرين على الخطأ بقوله: " ويل للمُصرّين، الذين
يُصرّون على ما فعلوا وهم يعلمون". رواه أحمد.
فالواجب قبول الحق ممن أتى به، سواء أكان صديقا أم عدوا.
قال ابن القيم: "لا تصح لك درجة التواضع حتى تقبل الحق ممن تحبه وممن تبغضه، فتقبله
من عدوك كما تقبله من وليك".
ختاما :
فإذا كانت تلك الصفات الجميلة والخصال الحميدة في بلقيس قبل إسلامها، فإنه حري بنا
أن نتصف بها ونحن ممن ولد على الإسلام، وعاش في كنفه، وتربى على أخلاقه.
فهل نحن مثلها في فعلها؟
هذا هو المتوقع والمأمول
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووول
ما أرجح عقلها! وما اشد ذكاءها!
وما أجمل فطنتها! وما أحسن حزمها!
إنها امرأة حازت الشرف من أطرافه، ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه.
لم يسطر قصتها أحد القصاصين، ولم تُكتب سيرتها في أسفار الغابرين. إنما ذكر حالها، وأثنى
عليها عالم الغيبِ والشهادةِ، اللهُ جل جلاله، وأورد خبرها في كتابه المنزل: القرآن العظيم..
وحسب هذا شرفا وفخرا لها.
إنها ملكة سبأ: بلقيس
تعالوا نزكي أنفسنا بدرر من أحوالها، وتسمو هممنا بجميل فعالها.
لما ألقى إليها الهدهد كتاب سليمان عليه السلام قالتيَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ).
تأمل قولها (أُلقيَ إليَّ) قالت بصيغة المجهول، فلم تذكر من الذي ألقاه؟ وكيف ألقي؟
وذلك حتى لا تصرف الانتباه لغير المقصود، وهو مضمون الكتاب، فإنها لو قالت:
إن طائرا قد ألقاه لتعجبوا من ذلك، وقد لا يصدقونها، وسيدور كثير من الجدل
حول ذلك، ولذا فإنها اكتـفت بما يدل على المراد.
وفي هذا درس لنا عندما ننقل أفكارا أو رؤى حول أمر معين أن نركز على مضمون
الفكرة، ولا نلتفت كثيراً إلى مَن أتى بها؛ فإن في ذلك اختصارا للأوقات، وبُعدا عن
المجادلات، التي تضيع أو تضعف فائدة الحوار بيننا.
ثمار الشورى
(قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ). فعلى الرغم من
انفرادها في الملك إلا أنها لا تريد أن تستأثر بالقرار دونهم، بل تشاورهم.
فما نصيب الاستشارة في حياتنا؟ ومن نستشير؟ وفي أي شيء نستشير؟
إن أحدنا إذا استشار فإنه يستـشير في صغار الأمور، كنوع لباس يُلبس أو طعام يُؤكل
أو سيارة تركب.. لكنه لا يستشير فيما ينبغي فيه الاستشارة مما يكون له أثر بالغ
عليه أو على دعوته.
وكم خسرت الدعوة إلى الله تعالى من الأوقات والجهود والأموال بسبب الاستئثار
بالرأي وترك المشورة!! وإذا كان الله تعالى قد أمر نبيه صلى الله عليه وسلم
بالمشاورة، مع أنه تكفل بتأيـيده وإرشاده، فنحن أولى بالمشاورة، قال تعالى:
(وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ). [آل عمران: 159].
وقد التزم النبي -صلى الله عليه وسلم- بما أمره الله به، فقال أبو هريرة رضي الله عنه:
ما رأيت أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحتى من عرف عنهم الدهاء والذكاء فإنهم لا يستغنون عن المشاورة، فهذا عمرو بن العاص
رضي الله عنه يقول: (ما نزلت بي قط عظيمة فأبرمتها إلاّ شاورت عشرة
من قريش، فإن أصبت كان الحظ لي من دونهم، وإن أخطأت لم أرجع على نفسي بلائمة).
وهذه الكلمة النفيسة لعمرو تبين ثمرة من ثمرات المشورة، وهي الراحة النفسية
من تبعات القرار؛ لأن صاحبه لم ينفرد بالقرار وحده، فيصبح يلوم نفسه، ويؤنبها
على ما فعل، بل هو قرار شاركه فيه العديد من المستشارين ذوي الخبرة والدراية.
وفي الحكمة: (المشاورة راحة لك وتعب على غيرك). كما أن في الاستشارة بعدا
عن احتمالات الخطأ، ولذلك قيل: (من استغنى برأيه ضل، ومن اكتـفى بعقله زل).
وتجدر الإشارة ههنا إلى أنه لا يُستشار شخص واحد في كل شيء، وإنما يسأل
كل أحد فيما يتقنه، فهناك متخصص في القضايا الدعوية وآخر في الأمور الاجتماعية.. وهكذا.
كما أن الرجل الحاذق لا يستشير من يرى أن رأيه سيوافق هواه، وإنما يستشير
من يعتقد أن رأيه سيكون أقرب إلى الصواب؛ لأنه يريد الأفضل له ولدعوته، وليس الموافق لهواه.
الهدية تجلي الشكوك
قالت بلقيس كما ورد قول الله تعالى: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)
قال ابن كثير: أي سأبعث إليه بهدية تليق بمثله، وأنظر ماذا يكون جوابه بعد ذلك، فلعله
يقبل ذلك منا ويكفّ عنا، أو يضرب علينا خراجا نحمله إليه كل عام، ونلتزم له
بذلك، ويترك قتالنا ومحاربتنا.
وقال قتادة: ما كان أعقلها في إسلامها وشركها، علمت أن الهدية تقع موقعاً من الناس.
أيها الأخ الفاضل، أيتها الأخت الكريمة: الهدية الآن نقدمها في الأغلب لمن نحب، فهل
جرّبنا أن نقدمها لمن بيننا وبينه تخوّف وتوجّس ليزول ضباب الشكوك، وينجلي
غمام المخاوف فنعيش معه في صفاء وهناء؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "تهادوا؛ فإن الهدية قلّت أو كثرت تذهب
السخيمة-أي العداوة- وتورث المودة". رواه ابن حبان.
وكان يُقال: ما ارتضى الغضبان، ولا استعطف السلطان، ولا سلبت الشحناء،
ولا دفعت المغارم، ولا توقي المحذور، ولا استعمل المهجور، بمثل الهدية إليه. ويقول الشاعر:
هدايا الناسِ بعضِهمُ لبعــضٍ
تولّدُ في قلوبِهِمُ الوصــالا
وتزرعُ في الضمير هوًى ووُدّاً
ويكسوهم إذا حضروا جمالا
فطنة وحصافة
قال الله تعالى: (فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ)
كان سليمان عليه السلام قد أمر بتغيير بعض صفات عرش بلقيس بزيادة ونقص
ليختبر عقلها، فسألها: أهكذا عرشك؟ قالت: كأنه هو! أي يشبهه ويقاربه.
وهذا من فطنتها وذكائها، فلم تقل (هو) لوجود التغيير فيه، ولم تنفِ أنه هو لأنها
عرفته، فأتت بلفظ محتمل للأمرين.
قال ابن كثير: فكان فيها ثبات وعقل، ولها لبّ ودهاء وحزم، فلم تقلْ إنه هو لبعد
مسافته عنها، ولا أنه غيره لما رأت من آثاره وصفاته وإنه غُيِّر وبُدِّل ونُكِّر.
إن هذا الموقف الحصيف من بلقيس ليعطي درساً بضرورة التأني عند سماع الأخبار
وتلقيها، وبخاصة بعدما كثرت وسائل نقلها وازدادت سرعة تداولها، كرسائل الجوال
والإنترنت. فبعض الناس لا يكاد يتلقى أو يسمع خبراً إلاّ ويسارع إلى نشره
دون تأمّل لمحتواه ولمدى صحته وجدوى نقله.
وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى التأني وعدم العجلة فقال:
" التأني من الله، والعجلة من الشيطان". رواه الترمذي وصحّحه الألباني.
الرجوع للحق
(قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
ما أجملها من كلمة، وما أحسنه من قول: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي)، إقرار بالخطيئة،
واعتراف بالذنب، فلم يجعلها ملكها ومكانتها عند قومها تتكبر عن قبول الحق، والرجوع عن الباطل.
إن المكانة العلمية أو الدعوية، والخوف من اهتزاز الصورة عند المحبين قد تمنع البعض
الآن من التراجع عن قول أو فعل تبين له خطؤه.
ولقد امتدح الله -عز وجل- عباده المؤمنين الذين يذنبون، ثم لا تأخذهم العزة
بالإثم بل يعودون ويتوبون فقال عنهم:
( ...وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ). [آل عمران: 135].
وتوعد النبي -صلى الله عليه وسلم- المصرين على الخطأ بقوله: " ويل للمُصرّين، الذين
يُصرّون على ما فعلوا وهم يعلمون". رواه أحمد.
فالواجب قبول الحق ممن أتى به، سواء أكان صديقا أم عدوا.
قال ابن القيم: "لا تصح لك درجة التواضع حتى تقبل الحق ممن تحبه وممن تبغضه، فتقبله
من عدوك كما تقبله من وليك".
ختاما :
فإذا كانت تلك الصفات الجميلة والخصال الحميدة في بلقيس قبل إسلامها، فإنه حري بنا
أن نتصف بها ونحن ممن ولد على الإسلام، وعاش في كنفه، وتربى على أخلاقه.
فهل نحن مثلها في فعلها؟
هذا هو المتوقع والمأمول
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووول
حزن الأمة
مشرف المنتدى التعليمي- تاريخ الميلاد : 19/05/1991
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى